ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻥ
ﺗﺎﺟﺮﺍً ﻋﺮﻓﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻘﺴﻮﺓ ﺍﻟﻘﻠﺐ . ﻭﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻳﺸﺘﺮﻱ
ﻋﺒﺪﺍً ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻘﻂ، ﺛﻢ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ. ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ
ﺑﺘﺴﺮﻳﺤﻪ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﻪ ﻟﻴﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﺳﻴﺪ ﺁﺧﺮ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ
ﻳﺮﻣﻴﻪ ﻟﻜﻼﺏ ﻋﻨﺪﻩ، ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻣﻨﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﺬﺍﻙ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺆﻟﻤﺔ.
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭﻩ
ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﻩ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻳﻄﻠﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﻋﺪَّﺓ .
ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﻗﺪ ﻋُﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ. ﻭﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺳﻴﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﺩﻧﺎ ﻭﻗﺖ
ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ .. ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻼﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﻫﻲ
ﺗﻨﻬﺶ ﻓﻲ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ. ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺇﻃﻌﺎﻡ
ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺮﺳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ . . ﻟﻜﻦ ﻫﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ.
ﻣﺎ ﺇﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﺗﻠﻌﻖ ﻋﻨﻘﻪ ﻓﻲ
ﻫﺪﻭﺀ ﻭﻭﺩﺍﻋﺔ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﺎﻣﺖ ﻋﻨﺪﻩ! ﺍﺣﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻟﻤﻨﻈﺮ ﻛﻼﺑﻪ
ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺩﻳﻌﺔ ﺭﻏﻢ ﺟﻮﻋﻬﺎ، ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﺮ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻟﻘﺪ ﺧﺪﻣﺘﻚ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﺄﻟﻘﻴﺘﻨﻲ ﻟﻠﻜﻼﺏ
ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺧﺪﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻓﻘﻂ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ !!
ﺇﻥ ﻧﻜﺮﺍﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺃﻣﺮ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ
ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ . ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ
ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻚ ﺟﻤﻴﻼً ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﺃﻭ ﺃﺟﻤﻞ ،
ﻻ ﺃﻥ ﻧﻨﻜﺮ ﻩ ﺃﻭ ﻧﺮﺩ ﺑﺎﻷﺳﻮﺃ .
ﻟﻮ ﺑﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻚ ﻗﻠﻴﻼً ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ، ﻻ ﻳﺮﺗﻘﻲ
ﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﺔ
ﻋﺒﺪﺍً ﻛﻞ ﻋﺎﻡ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪﻩ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻘﻂ، ﺛﻢ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ. ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ
ﺑﺘﺴﺮﻳﺤﻪ ﻭﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻌﻨﺎﻥ ﻟﻪ ﻟﻴﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﺳﻴﺪ ﺁﺧﺮ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ
ﻳﺮﻣﻴﻪ ﻟﻜﻼﺏ ﻋﻨﺪﻩ، ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻣﻨﻊ ﻋﻨﻬﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ
ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻣﻌﺪﻭﺩﺍﺕ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻟﺬﺍﻙ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺆﻟﻤﺔ.
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺧﺪﻣﻪ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ
ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭﻩ
ﻭﺃﺳﺮﺍﺭﻩ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﻳﻄﻠﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺃﺳﺮﺍﺭ ﻋﺪَّﺓ .
ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﻳﺔ ﺑﺸﺮﺍﺀ ﻋﺒﺪ ﺟﺪﻳﺪ، ﻭﻗﺪ ﻋُﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ
ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ. ﻭﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺳﻴﺪﻩ ﺣﺘﻰ ﺩﻧﺎ ﻭﻗﺖ
ﺍﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ .. ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻟﻼﺳﺘﻤﺘﺎﻉ ﺑﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻭﻫﻲ
ﺗﻨﻬﺶ ﻓﻲ ﻟﺤﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ. ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺇﻃﻌﺎﻡ
ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺷﺮﺳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ . . ﻟﻜﻦ ﻫﺎﻟﻪ ﻣﺎ ﺭﺃﻯ.
ﻣﺎ ﺇﻥ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﺪﻭﺭ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﺗﻠﻌﻖ ﻋﻨﻘﻪ ﻓﻲ
ﻫﺪﻭﺀ ﻭﻭﺩﺍﻋﺔ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺛﻢ ﻧﺎﻣﺖ ﻋﻨﺪﻩ! ﺍﺣﺘﺎﺭ ﺍﻟﺘﺎﺟﺮ ﻟﻤﻨﻈﺮ ﻛﻼﺑﻪ
ﺍﻟﺸﺮﺳﺔ ﻗﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﻭﺩﻳﻌﺔ ﺭﻏﻢ ﺟﻮﻋﻬﺎ، ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻦ
ﺍﻟﺴﺮ ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﻟﻘﺪ ﺧﺪﻣﺘﻚ ﺳﻨﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﺄﻟﻘﻴﺘﻨﻲ ﻟﻠﻜﻼﺏ
ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﺧﺪﻣﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺷﻬﺮﻳﻦ ﻓﻘﻂ، ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ !!
ﺇﻥ ﻧﻜﺮﺍﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﺃﻣﺮ ﺻﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻬﺎ
ﻭﺗﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ . ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻭﺍﻟﺬﻭﻕ
ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻋﻨﺪ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻚ ﺟﻤﻴﻼً ﺃﻥ ﺗﺮﺩ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﺃﻭ ﺃﺟﻤﻞ ،
ﻻ ﺃﻥ ﻧﻨﻜﺮ ﻩ ﺃﻭ ﻧﺮﺩ ﺑﺎﻷﺳﻮﺃ .
ﻟﻮ ﺑﺤﺜﺖ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺗﻚ ﻗﻠﻴﻼً ﻟﻮﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ، ﻻ ﻳﺮﺗﻘﻲ
ﻟﻤﻮﻗﻒ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﺔ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق